
يقول أينشتاين “سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك“
وهي الحقيقة البسيطة عن الإبداع والمعقدة التنفيذ في نفس الوقت، فالتقليد ما أكثر منه ولكن قليل من يعرف كيف يظهر صنيعه في صورة فريدة بعيدة كل البعد عن أي شيء تم صنعه من قبل، يمكن القول أنه لا شيء أصلي وأن فكرة أي منتج أو تصميم أو تطبيق أو حتى مقال لابد أن يكون لها مصدر أو عدة مصادر أتت منها وهو ما يعرف بالإلهام، لتدخل بعد الإلهام إلى مرحلة الإضافة وابتكار شيء جديد.
كيف تصل النقاط


ستيف جوبز وشركة أبل المثال الاعتيادي للمنتجات الابتكارية والإبداع، وكيف لفلسفة رجل واحد أن تغير من شكل وتصميم منتجات أبل وإقبال الناس عليها، يقول جوبز ”الإبداع هو الربط بين الأشياء، عندما تسأل المبدعين كيف ابتكروا أعمالهم، يشعرون بقليل من الذنب لأنهم لا يعرفون كيف فعلوها، هم فقط رأوها، واكتشفوا بعد فترة أن لديهم القدرة للربط بين خبراتهم التي مروا بها وصنع أشياء إبداعية جديدة“، لا يوجد طريق مختصر لأنه ببساطة يجب أن تجمع أكثر عدد من النقاط ليستطيع عقلك ربطها لتبتكر منتج جديد.
هل هي المشكلة المناسبة؟!
عندما تقابلك مشكلة ما بعملك أو منتجك فإن أول شيء يجب أن تتعرف عليه هو حقيقة تلك المشكلة وهل بالفعل تحتاج للتفكير بحل لها، وإذا كنت وجدت حلاً فهل هذا هو أنسب حل، مثلاً مستقل يعمل من بيته ويريد أن يزيد من دخله الضعف، فتأتي له فكرة شراء حاسوب جديد ولكن ثمنه غالي، فهل مشكلته هنا هي أن ثمن الحاسوب مرتفع أم مشكلته الحصول على دخل جيد، مثلها كمن لا يجد تفاعلاً مع موقعه أو مدونته فيقوم بالإعلان عنها في كل مكان ولا يوجد خطأ بذلك إلا إذا تأكد أولاً أن المشكلة ليست بضعف المحتوى.
معرفة المشكلة هي أول خطوة أما الخطوة الثانية فهي إضافة تحدٍ آخر للمشكلة وتضييق الخيارات عليك، في مثال المستقل مشكلته هي أنه يريد مضاعفة دخله المادي، هل تعتقد أنه سيأتي بحلول جيدة إذا كانت مشكلته “مضاعفة الدخل خلال3 أشهر بميزانية 50 دولار” أم إذا كانت “مضاعفة الدخل المادي خلال سنة بميزانية50 دولار“؟ ويمكنك تطبيق هذا المبدأ على كل شيء تقريباً، فالإبداع ليس له حدود عندما تُضيق مشكلتك أكثر.
لاحظ كل شيء – دون كل شيء

دوّن أي فكرة تأتيك مهما كانت سخيفة أو تافهة، دون أكبر قدر من الأفكار لمنتج أو لمشروع، تطوير تطبيق، تصميم ..إلخ، هذه الأفكار مدام أن راودتك فهي راودتك لسبب، راجعها كل فترة وتعرف على ما يمكن تطبيقه أو تطويره، فليكن معك مفكرة أو تطبيق على هاتفك لتدوين تلك الأفكار والرجوع لها من وقت لآخر واختيار المناسب لتنفيذه.
للإبداع قاعدة واحدة “حب ما تعمل“

أياً كان ما تفعله اجعله فنك الذي تتقنه، وهذا لن يتأتى بين يوم وليلة، كلما بذلت جهداً أكبر في العمل والتعلم كلما حققت نجاحاً جيداً وبالتالي سترتبط بعملك أكثر حتى تحبه، مما يجعلك تبذل جهداً أكبر لاحترافه، في النهاية تكون قد عثرت على شغفك والإبداع الذي تريده.
0 التعليقات:
إرسال تعليق